تضع شركة جريت وول موتورز (GWM)، الشركة الصينية المُصنّعة للسيارات، بالشراكة مع المجموعة الجزائرية الخاصة سيفيتال، حجر الأساس لمشروع ضخم لصناعة السيارات في عين الدفلى. ويَعِد هذا المشروع، الذي بدأ رسميًا مطلع أبريل، بتحويل هذه الولاية، الواقعة على بُعد 145 كيلومترًا من الجزائر العاصمة، إلى مركز صناعي رائد.
صرحت كاهينة موبري، مديرة الاتصالات في شركة جريت وول موتورز الجزائر، في مقابلة مع صحيفة الوطن اليومية بتاريخ 5 جوان الجاري: “أُعلن عن المشروع قبل شهر، والأمور تسير على ما يُرام بسرعة”. وأضافت أن أعمال البناء تتقدم بوتيرة ثابتة، ومن المتوقع أن تبدأ أولى المركبات الإنتاج في العام المقبل، أي عام 2026.
و لم يكن اختيار عين الدفلى موقعًا للمصنع مصادفة. فهذه المنطقة، التي يمر بها بالفعل الطريق السريع شرق-غرب، تتميز بشبكة طرق متينة وموقع جغرافي استراتيجي بين غرب البلاد ووسطها. هذا ما أقنع ممثلي شركة جريت وول موتورز خلال زيارتهم في 22 مارس، والتي نُظمت بعد اجتماع مع وزير الصناعة، سيفي غريب.
اختير موقع المصنع ليكون مركز UNO التجاري السابق، المملوك لشركة سيفيتال. الموقع مُجهّز بالفعل وسهل إعادة توظيفه، مما سهّل بلا شك البدء السريع في أعمال البناء.
كما أكدت شركة جريت وول موتورز الجزائر على رغبتها في ترسيخ المشروع في نهج مستدام. يخطط المصنع لإنتاج سيارات هجينة (HEVs)، تجمع بين محركات الاحتراق الداخلي والمحركات الكهربائية. وهو نوع من المحركات يسمح بشحن البطارية تلقائيًا أثناء القيادة ويلبي متطلبات توفير الطاقة والتنقل المستدام الحالية.
إلى جانب بناء المصنع، تُعدّ شركة جريت وول موتورز أيضًا الأساس التجاري. من المتوقع أن تُوسّع العديد من الطرازات قريبًا الكتالوج الجزائري، بما في ذلك شاحنتا البيك أب “بور” و”وينغل 7″، بالإضافة إلى سيارتي “هافال H6″ و”تانك” الرياضيتين متعددتي الاستخدامات، واللتين تحظيان بشعبية واسعة في المملكة العربية السعودية وأمريكا اللاتينية وأستراليا.
وأكدت كاهينة موبري: “سيتم خدمة العملاء وفقًا لاحتياجاتهم وتوقعاتهم”، مضيفةً أن هذه الطرازات الجديدة أثبتت موثوقيتها في أسواق أخرى متطلبة.
وتحتل شركة “جريت وول موتورز” مكانةً بارزةً بين أفضل 10 شركات صينية، وهي واضحة في طموحاتها.
لا يقتصر مشروع “جريت وول موتورز” على تجميع المركبات، بل هو جزء من استراتيجية صناعية أوسع نطاقًا، تهدف إلى دمج موردي قطع الغيار العالميين تدريجيًا. وفي نهاية المطاف، يتمثل الطموح في زيادة معدل التصنيع المحلي وتعزيز منظومة صناعية مستدامة في الجزائر.
ويمكن أن تُمهّد هذه الديناميكية الطريق لإحياء صناعة السيارات الوطنية، مع خلق فرص عمل وتعزيز الخبرات المحلية.
في حين أن شركة جريت وول موتورز لا تزال غير معروفة نسبياً لدى الجمهور الجزائري، إلا أن سمعتها راسخة في الصين. تُصنّف هذه العلامة التجارية من بين أفضل عشر علامات تجارية في البلاد، وفقاً لممثلها، في سوقٍ تشهد منافسةً شرسة بين مئات المصنّعين.
مع تأسيسها في عين الدفلى، تُسجّل شركة جريت وول موتورز دخولاً بارزاً إلى المشهد الصناعي الجزائري، في وقتٍ تُكثّف فيه السلطات شراكاتها لإنعاش الإنتاج المحلي.
المصدر: جريدة الوطن الجزائرية