بعد هيمنة العلامة الإيطالية فيات على سوق السيارات بالجزائر للعام الثالث على التوالي بفضل مصنعها المتواجد في وهران يبدوا أن علامة صينية شهيرة ستنهي هذه الهيمنة وتكون أول منافس لفيات في الجزائر ما من شأنه زيادة تلبية حاجيات الزبائن رغم الندرة الكبيرة التي يعانيها السوق.
وتم تداول العديد من الأخبار المبشرة حول تسريع مصنع جيتور في باتنة حيث أكدت مصادر إعلامة أنه بعد التجارب التقنية التي أجراها الفريق التقني الصيني الأسبوع المنصرم على آليات وتجهيزات مصنع جيتور بباتنة.. وتأكيدهم بأنها متوافقة إلى حد كبير مع تركيب سيارات تلك العلامة، هناك فرضية إنطلاق المصنع في عملية للتركيب التي ستتقلص إلى 5 أشهر وذلك بناء تطمينات الطرف الصيني بمدى توافقها مع النماذج المزمع إنتاجها وتأكد من أن خط الانتاج متوافق بينما يقوم مكتب الدراسات المعين من طرف الشركة ومكتب الدراسات الصيني بإتمام دراسة توسعة المصنع وتوطين الآلات اللازمة لصناعة بقية النماذج سيتم خلال الشهر القادم تركيب نموذج تجريبي.، على أن تنطلق عملية إستدعاء العمال القدامى وراء عيد الأضحى وعلى دفعات.
و تأكد رسميا أن علامة جيتور الصينة ستكون ثاني علامة ستنتج السيارات بالجزائر عام 2025 بعد علامة فيات وذلك بمصنع كيا سابقا بولاية باتنة.
و جاء هذا الإعلان على هامش اجتماع قبل أسبوعين جمع والي الولاية الدكتور محمد بن مالك، والسيد جنان وديع، الرئيس المدير العام بالنيابة لشركة “فوندال”، والسيدة “آنا” ممثلة شركة “جيتور” لصناعة السيارات، أين تم التأكيد أن مصنع جيتور سيدخل حيز الإنتاج قبل نهاية عام 2025 الجاري.
و حضر الاجتماع أيضًا رئيس المجلس الشعبي الولائي، الوالي المنتدب لبريكة، مدير الصناعة، مدير أملاك الدولة، ومدير الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار.
وبحسب بيان صادر عن مصالح ولاية باتنة، ستبدأ شركة جيتور في إنتاج السيارات بنظام SKD، مع الالتزام بتوظيف جميع العمال السابقين وفتح مناصب شغل جديدة. كما تعهدت الشركة بالانتقال لاحقًا إلى نظام CKD، حيث يتوفر المصنع على جميع التجهيزات اللازمة لذلك، بالإضافة إلى تصنيع قطع الغيار الخاصة بالعلامة محليًا.
وفي السياق ذاته، أعرب الشريك الأجنبي عن ارتياحه للحالة الجيدة للمصنع بعد عملية المعاينة الميدانية، مما يمهد للانطلاق في عملية التصنيع في أقرب وقت.
وكانت علامة جيتور قد أعلنت في بيان لها سابقا توقيع مذكرة تفاهم مع وزارة الصناعة ، بالشراكة مع الفاعل المحلي “فوندال”، وبحضور رئيس شركة جيتور الدولية للسيارات، كي شيوان دنغ.
وتُعد هذه الاتفاقية خطوة استراتيجية في مسار تطوير منظومة صناعية متكاملة لصناعة السيارات في الجزائر، تهدف إلى الانتقال من التجميع إلى التصنيع الحقيقي، وتقليص الاعتماد على الاستيراد، بما يساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا القطاع الحيوي.
أهداف استراتيجية للتصنيع
وحسب بيان شركة جيتور الجزائر، تهدف مذكرة التفاهم إلى وضع أسس شراكة صناعية مستدامة، تستند إلى التصنيع المحلي وتعزيز الاندماج الصناعي، مع التركيز على عدد من الأهداف الرئيسية، أبرزها:
تحقيق نسبة إدماج محلي مرتفعة منذ المراحل الأولى من النشاط الصناعي.
تمكين المصنعين المحليين من الاعتماد على مكونات ومواد أولية جزائرية الصنع، ما يسهم في تقليص التبعية للأسواق الخارجية.
دعم صناعة قطع الغيار عبر توفير بيئة مناسبة للمستثمرين والموردين المحليين، وتمكينهم من الاندماج في سلاسل الإنتاج الوطنية والدولية.
تشجيع التعاون بين شركات صناعة السيارات وموردي الإكسسوارات لضمان جودة المنتج النهائي وفقًا للمعايير التقنية.
تسهيل حصول المصنعين الجزائريين على المصادقات التقنية اللازمة لولوج الأسواق الإقليمية والدولية.
فرص واعدة للنمو وتُعد هذه المبادرة، وفق ما أكدته الأطراف الموقعة، نقطة تحوّل محورية في مسار توطين صناعة السيارات في الجزائر.