كشفت البورصة الجزائرية للمناولة عن إحصاء 100 متعامل في مجال إنتاج قطع وأجزاء السيارات بصدد نيل الموافقة حاليا للشروع في تموين مصانع السيارات المحلّية على غرار ستيلانتيس بوهران لإنتاج سيارات فيات، حيث باشر هذا الأخير التصنيع نهاية السنة الماضية.
وبذلك سيرتفع عدد المناولين المؤهّلين لإنتاج أجزاء السيّارات الجزائرية خلال المرحلة المقبلة إلى 130 مؤسسة صغيرة ومتوسّطة قادرة على تموين 300 ألف سيارة محلّية الصنع بـ40 بالمائة من تجهيزاتها.
وثمّن رئيس البورصة الجزائرية للمناولة، كمال أكسوس، في تصريح لـ”الشروق” الإجراءات المتخذة مؤخرا، من طرف السلطات لتشجيع نشاط المناولة واعتباره قطاعا ذا أولوية في مشاريع الاستثمار، حيث أعلنت الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار عن تخصيص أوعية عقارية تصل مساحتها 11 ألفا و800 متر مربع للراغبين في الاستثمار في قطاع مناولة السيارات.
ويقول أكسوس في حديث لـ”الشروق” إن عدد المؤسسات الصغيرة والمتوسّطة الناشطة في مجال مناولة السيارات والحاصلة على شهادة الموافقة للاشتغال مع مصانع السيارات المعتمدة اليوم بالجزائر، ويتعلّق الأمر مبدئيا بمصنع ستيلانتيس بوهران لإنتاج سيارات فيات الجزائرية يعادل عددها 30 متعاملا، في انتظار دخول المصانع الأخرى حيز الخدمة “جيلي/ شيري”.
ويتواجد بالمقابل 100 متعامل آخر في مرحلة المطابقة، إذ يُنتظر تنظيم لقاءات مع مصنّعي السيارات المعنيين قريا للاتفاق معهم حول الأجزاء الممكن تصنيعها محلّيا، مشيرا إلى أن الشركات الجزائرية تتمتّع بقدرات هائلة للإنتاج محليا، وفي حال التعامل مع المصانع المرتقب أن تدخل ميدان الإنتاج بداية من السنة المقبلة، يستطيع المناولون الجزائريون تموين ما يصل 300 ألف سيارة بما نسبته 40 بالمائة من قطع الغيار الجزائرية.
وفي السياق، يجزم أكسوس أن معظم هؤلاء المتعاملين سبق أن اشتغلوا إلى جانب مصانع سيارات معروفة من قبل على غرار رونو وكيا وتم تزويدها بالأجزاء اللازمة للسيارات، في وقت شدّد على أن هذه الشركات تخضع أيضا لتكوين دائم وتأهيل مستمر حتى تستطيع توفير قع غيار مطابقة وبمعايير عالمية، وهو ما تشترطه المصانع المنتجة في الجزائر.
وعن القطع التي تنتجها مصانع المناولة في الجزائر، يتحدّث أكسوس عن ولوج مجالات جديدة على غرار الإلكترونيك ولوحة عدّادات السيارات ولوازم كهرباء السيارات والكوابل بمختلف أشكالها ومشاعل السيارة والمقاعد والقطع الميكانيكية والحديد والمطاط ونسيج مقاعد السيارات والخزانة المعدنية وهياكل السيارات التي سيشرع مصنع “توشيالي” بوهران والجزائرية القطرية للصلب بولاية جيجل في إنتاجها بداية من سنة 2025، إضافة إلى العجلات التي ينتجها مصنع إيريس وتزوّد حاليا مركبات فيات المنتجة في الجزائر ويتعلق الأمر أيضا بمركبات دوبلو الجديدة.
وفي سياق ذي صلة، كشف أكسوس عن صالون المناولة المرتقب تنظيمه بين 2 و5 أكتوبر المقبل بقصر المعارض الصنوبر البحري في طبعته التاسعة والذي سيحضر فيه كبار المناولين في السوق الوطنية والشركات الرائدة المتعاملة معها على غرار سوناطراك وسونالغاز وأيضا ممثّلو مصانع السيارات، مشدّدا على أنه خلال هذه الطبعة سيتم مناقشة كيفية رفع الإنتاج الوطني إلى مستويات قياسية وأيضا تخفيض فاتورة الاستيراد وإنعاش الاقتصاد الوطني.
هذا، وشهدت مصانع السيارات الخطوات الأولى للإنجاز في الجزائر خلال الأسابيع الماضية، حيث إنه إضافة إلى المتعامل “ستيلانتيس” ممثل علامة “فيات” الذي بدأ الإنتاج بولاية وهران رسميا نهاية السنة الماضية، قام المتعامل “شيري الجزائر” بتسجيل مشروعه لدى الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار مؤخّرا، ويتواجد مقرّه الاجتماعي بولاية بومرداس، وذلك بعد حصوله على الاعتماد من طرف مصالح وزارة الصناعة، كما يتواجد المتعامل “جيلي الجزائر” أيضا في طور التسجيل، حيث يستكمل حاليا مرحلة الدراسة التقنية والاقتصادية، في حين تقرّب المتعامل الصيني “كاما أوتوموبيل” من مصالح الوكالة للاستعلام حول إجراءات تسجيل الاستثمار في الجزائر.
المصدر : جريدة الشروق