تشرح وثيقة للجمارك الجزائرية تفاصيل عمليات جمركة السيارات المستعملة أقل من 3 سنوات التي دخلت حيز التطبيق، إلى جانب حجم الرسوم النهائية التي يدفعها المواطن للمصالح المختصة عند دخول سيارته عبر المعابر الحدودية (برية وبحرية)، وقامت من خلالها “الشروق” بمحاكاة مفصلة للأسعار النهائية للمركبات المستوردة من أي بلد.
وتشير الوثيقة المؤرخة في 23 مارس 2023 والتي اطلعت عليها “الشروق”، إلى أن السيارات السياحية بمحرك بنزين أقل من 1800 سنتيمتر مكعب، ستخضع لرسوم عند دخولها التراب الوطني يقدر معدلها التراكمي (الإجمالي) بـ19.62 بالمائة.
وتوضح الوثيقة الموجهة إلى المديرين الجهويين للجمارك ورؤساء المصالح الجهوية للرقابة اللاحقة والمفتش العام للجمارك ومديري الدراسات والمديرين المركزيين ومديري المراكز الوطنية، أن الحق الجمركي المطبق على هذا الصنف من المركبات هو 15 بالمائة يضاف لها 2 بالمائة كمساهمة في صندوق التضامن، فضلا عن النسبة الثابتة للرسم على القيمة المضافة والتي تقدر بـ19 بالمائة.
وتشير الجمارك إلى أن المعدل التراكمي للرسم بموجب القانون العام (الذي من المفروض أن يخضع له هذا الصنف من المركبات المستعملة المستوردة من طرف المواطنين المقيمين، هو 39.23 بالمائة)، لكن التخفيض الممنوح (بموجب قانون المالية) المقدر بـ50 بالمائة، يجعل المعدل التراكمي المطبق، أي نسبة الرسوم النهائية التي تخضع لها المركبة عند دخولها التراب الوطني يقدر بـ19.62 بالمائة.
وبالنسبة للمركبات السياحية بمحرك بنزين التي تفوق سعتها 1800 سنتيمتر مكعب، فإنها تستفيد فقد من تخفيض بـ20 بالمائة، ما يجعل المعدل التراكمي المطبق عليها هو 121.06 بالمائة، ما يعني أن استيراد سيارات مستعملة بمحركات كبيرة سيكون من الناحية الاقتصادية غير مجد تماما، تصل بصاحب المركبة إلى دفع رسوم تفوق الثمن الذي اشتريت به من الخارج.
هذه نتائج عملية محاكاة
وقامت “الشروق” بعملية محاكاة بالاعتماد على النسب الرسمية كما بسطتها وشرحتها المديرية العامة للجمارك، وذلك من خلال إعلان عبر موقع “لارغيس” المعتمد لدى جهاز الجمارك فيما يتعلق بالأسعار وكانت النتائج كما يلي:
فسيارة داسيا سانديرو “ستيب واي”، تاريخ وضعها للسير لأول مرة في جوان 2022، بمحرك بنزين (5 أحصنة) قطع لحد الآن 11 ألفا و804 كيلومتر، يبلغ سعرها في فرنسا باحتساب كافة الرسوم 17 ألفا و490 يورو.
وكما هو معلوم، فإن السيارات التي تسوق باحتساب الرسم على القيمة المضافة يتم خصم نسبته من سعر المركبة عندما يتم تصديرها خارج البلاد، أي أن سعر 17 ألفا و490 يورو يتم خصم 20 بالمائة منه التي تمثل الرسم على القيمة المضافة، ما يجعل تكلفتها النهائية قبل دخول التراب الوطني تصل إلى 14 ألفا 575 يورو.
ووفق هذا السعر، فإن كلفة هذه السيارة قبل دخول البلاد تكون في حدود 325 مليون سنتيم، باحتساب سعر صرف اليورو في السوق الموازية والذي يساوي 230 دينار لكل 1 يورو.
وبالعودة إلى الرسوم التي يدفعها المواطن الذي اشترى السيارة وتقدر نسبتها بـ19.62 بالمائة، فإنها تحتسب قياسا بسعر السيارة المدون في فاتورة الشراء من الخارج، وفي هذه الحالة فإن سعرها كان 14 ألفا و575 يورو، وبحساب العلاقة الثلاثية فإن مالك السيارة وجب عليه دفع ما قيمته 2859.615 يورو.
لكن وجب الإشارة إلى أمر مهم وهو أن مقابل هذه القيمة التي يدفعها مالك السيارة كرسوم يكون باحتساب سعر صرف اليورو الرسمي المعتمد لدى بنك الجزائر المقدر بنحو 146 دينار لكل 1 يورو، لأن التعامل هنا مع مؤسسة رسمية جزائرية وهي الجمارك، ما يعني أن 2859.615 يورو يقابلها 41 مليونا و7500 دينار، بدل 63 مليون سنتيم لو تم احتساب القيمة بسعر صرف السوق الموازية.
وإجمالا تصل تكلفة المركبة (ستيب واي) في هذه الحالة إلى 366 مليون سنتيم.
السوق الألمانية أكثر جاذبية اقتصاديا
وبعملية أخرى على موقع mobile.de الألماني المتخصص في المركبات المستعملة تبين عملية شراء سيارة من علامة سكودا طراز “كاميك” بمحرك بنزين “تي.أس.إي” 1.0 لتر يولد قوة بـ95 حصانا، قطعت لحد الآن 37 ألف كيلومتر، ووضعت في السير لأول مرة بتاريخ جويلية 2020، يظهر أن سعرها 17 ألفا و930 يورو، وبخصم نسبة الرسم على القيمة المضافة المقدرة في ألمانيا بـ19 بالمائة، يصبح سعرها 15 ألفا و67 يورو، أي أن كلفتها قبل دخول التراب الوطني تقدر بـ334 مليون سنتيم.
وبإخضاع سعرها باليورو للرسم المطبق من طرف الجمارك أي 19.62 بالمائة، فإن مالكها مطالب بدفع 2862.73 يورو كرسوم، ما يقابلها 41 مليون سنتيم بالنظر إلى أن الحساب يكون بناء على سعر صرف بنك الجزائر، أي أن السعر النهائي لها يقدر بـ375 مليون سنتيم بعد إتمام الإجراءات الجمركية.
ويظهر السعر النهائي لسيارة سكودا كاميك (فرع فولغسفاغن) مقارنة بنظيرتها الفرنسية داسيا سانديرو “ستيب واي” أن السوق الألمانية أكثر جاذبية اقتصاديا.
المصدر :الشروق