ارتفعت صادرات الصين من السيارات إلى مستوى قياسي العام الماضي، وتشير الأرقام أنها تجاوزت اليابان كأكبر مصدر للسيارات في العالم، مما يمثل تحولا جذريا في هذه الصناعة العالمية.
وبينما أصبحت الصين معترف بها كدولة رائدة على مستوى العالم في مجال السيارات الكهربائية، كانت السيارات التقليدية هي المحرك الرئيسي لهذه الزيادة، مع ارتفاع الطلب خاصة في روسيا.
استغلت شركات صناعة السيارات الصينية الفراغ الذي خلفه رحيل شركات صناعة السيارات الغربية بعد الحرب في أوكرانيا، حيث باعت ما لا يقل عن خمسة أضعاف عدد السيارات هناك في العام الماضي مقارنة بـ 160 ألف سيارة باعتها في عام 2022، وفقًا لجمعية سيارات الركاب الصينية.
وقدرت الجمعية يوم الثلاثاء أن 5.26 مليون سيارة مصنوعة في الصين تم بيعها في الخارج العام الماضي، وقالت إن هذا من المرجح أن يكون أكثر بنحو مليون سيارة من صادرات السيارات المصنوعة في اليابان.
فقد شحنت اليابان ما يقل قليلاً عن أربعة ملايين مركبة إلى الخارج خلال الأشهر الـ 11 الأولى من عام 2023، وفقًا لأحدث البيانات الرسمية للبلاد.
وقد ساعد تصدير السيارات التي تعمل بالبنزين إلى أسواق مثل روسيا والمكسيك، حيث لا يزال الطلب مرناً على مثل هذه المركبات، ساعد شركات صناعة السيارات التي كانت بطيئة في ركوب موجة السيارات الكهربائية في الصين، وتواجه فائض بالإنتاج في مصانعها هناك.
وتزايدت المخاوف في الأسواق الأخرى بشأن احتمال تدفق السيارات الصينية من الشركات ذات القدرة الفائضة في الصين في السنوات الأخيرة.
وتمنع الولايات المتحدة الواردات الصينية إلى حد كبير من خلال فرض تعريفات باهظة، في حين كشف المنظمون في الاتحاد الأوروبي في سبتمبر عن تحقيق لمكافحة الدعم، يركز على السيارات الكهربائية منخفضة التكلفة القادمة من البلاد.
ونددت بكين بالتحقيق الذي يجريه الاتحاد الأوروبي ووصفته بأنه حمائي.
وشهد صانعو هذه المركبات أيضًا ارتفاعًا في الشحنات الخارجية العام الماضي، وهم يخططون لزيادة الصادرات بشكل كبير الآن بعد سنوات من النمو السريع في سوق السيارات الكهربائية في الصين، بعد تقليص الدعم الحكومي للمشترين.
وشهدت شركة BYD الصينية، التي أطاحت بشركة Tesla كأكبر بائع للسيارات الكهربائية في العالم في الربع الأخير من العام الماضي، قفزة في المبيعات الخارجية خمس مرات تقريبًا إلى 242 ألفا في عام 2023.
وتقوم الشركة الآن بتوسيع صالات العرض في جميع أنحاء أوروبا حيث تستهدف المزيد من المبيعات هناك هذا العام.
وتتطلع شركات صناعة السيارات العالمية التي لها مصانع في الصين أيضًا إلى تصدير السيارات المصنوعة هناك.
فقد قال متحدث باسم شركة فولكساغن، إنها ستقوم لأول مرة بشحن سياراتها المصنوعة في الصين إلى الخارج، حيث ستشحن ما يصل إلى 60 ألف سيارة “كوبرا تافاسكان EV” كوبيه صينية الصنع إلى أوروبا هذا العام.
وقالت شركة فورد، التي فقدت حصة سوقية كبيرة لصالح صانعي السيارات الكهربائية الصينيين، إنها وسعت صادراتها من الصين إلى 100 ألف سيارة العام الماضي.
وبشكل عام، وصلت مبيعات سيارات الركاب في الداخل والخارج إلى رقم قياسي بلغ 25.5 مليونًا في العام الماضي، وفقًا لبيانات اتحاد السيارات.
من جهة أخرى، عادت السوق المحلية في الصين إلى أقوى نمو لها منذ سنوات، مدفوعة بالزيادات في السيارات الكهربائية على الرغم من تباطؤ الزخم.
ويمثل صعود الصين كمركز لصناعة السيارات في العالم انتصارا بشق الأنفس للسياسات الصناعية في بكين، في أعقاب إنجازات مماثلة في الألواح الشمسية والبطاريات.
كانت الصين منذ فترة طويلة أكبر سوق ومركز إنتاج للسيارات في العالم، لكن النمو كان مدفوعًا من قبل شركات صناعة السيارات الأجنبية حتى السنوات الأخيرة، عندما تبنت العلامات التجارية المحلية السيارات الكهربائية والهجينة حيث قامت الدولة بتمويل المصنعين المحليين ودعم المبيعات.