باشرت الحكومة خطوات ميدانية جادة لإعادة تشغيل مصانع السيارات المتوقفة التي استعادتها الدولة في إطار مكافحة الفساد، وعلى رأسها المصنع السابق لعلامة “كيا” بولاية باتنة، الذي أُعيد تحويله إلى المؤسسة العمومية “فوندال”، التابعة لمجمع “أس أن أس” المعروف سابقا باسم “إيميتال”، وذلك منذ شهر أوت الماضي.
وبهذا الصدد، يتم البحث حاليا، وفق ما علمته “الشروق”، عن شريك أجنبي لاستئناف المشروع، وتم فتح مفاوضات على هذا الأساس مع مجموعة “جيلي القابضة”، والتي دخلت السوق الجزائرية سنة 2023، كمموّن بالسيارات رفقة شريكها الجزائري “سوديفام”.
كما يقوم وفد كبير للمجموعة العالمية بزيارة للجزائر، منذ الثلاثاء الماضي، لمعاينة الوضع محليا، وبحث فرص الشراكة ولقاء مسؤولين محليين، حيث رافق وفد جيلي العالمية مسؤولون بالحكومة الصينية لإثبات نيتهم فعليا في ولوج السوق الجزائرية كمصنّع وليس فقط كمصدّر بعد النجاح الذي حققته مركبات “جيلي” محليا والطلب العالي عليها من طرف الجزائريين.
ويتواجد بالجزائر، ضمن هذه المهمة الحالية، كل من نائب مدير لجنة إدارة التنمية الاقتصادية والتكنولوجية في مقاطعة شيانغتان بالصين ورئيس نقابة لجنة إدارة المنطقة الحرة المتكاملة لنفس المنطقة وأمين مكتب الاستثمار والتعاون بلجنة إدارة منطقة التنمية الاقتصادية والتكنولوجية في شيانغتان.
أما بالنسبة لفريق جيلي، فقد تنقل كل من نائب المدير العام التنفيذي للقسم المالي ومدير إدارة الاستثمارات وعمليات رأس المال والمدير الرئيسي لإدارة المشاريع للتعاون الخارجي ونائب الرئيس المدير العام لمجموعة جيلي القابضة ومدير المبيعات لإفريقيا ومدير إدارة تخطيط التصنيع ومدير أول للمبيعات ومدير أول لتكنولوجيا التصنيع في الخارج ومدير إدارة عمليات المصانع الخارجية ومدير إدارة المشاريع ومسؤولين آخرين بالمجموعة.
والتقى الوفد الصيني ومسؤولو جيلي خلال زيارتهم، مدير الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، عمر ركاش، حيث قدّم هؤلاء، الأربعاء الماضي، عرضا شاملا عن نشاطات الشركة في مختلف دول العالم، وكذا استراتبجية علامة جيلي في مجال صناعة السيارات في الجزائر على المديين القصير والمتوسط ، كما التقوا مسؤولين بوزارة الصناعة لعرض رغبتهم في التصنيع محليا.
وتنقّل الوفد الخميس إلى باتنة للتعرف على مصنع “كيا” سابقا، بحضور مسؤولي مؤسسة “فوندال” المالك الجديد للمصنع وممثلي مجموعة “أس أن أس” والسلطات المحلية، كما التقوا الشريك الجزائري “سوديفام” في أعقاب ذلك لتقييم تجربة سنة من النشاط وتنقلوا إلى مختلف نقاط بيع علامة جيلي بالجزائر لمعاينة خدمات ما بعد البيع والتي تركّز عليها “جيلي القابضة” بقوّة.
وخلال الزيارة، جمع لقاء مثمر بين وفد مجموعة جيلي العالمية ومسؤولي شركة “سوديفام”، الشريك الجزائري للعلامة الصينية، حيث ركز الاجتماع على بحث آفاق التصنيع المحلي وتطوير شبكة التسويق في الجزائر، وأكد الجانبان على تعزيز الشراكة الاستراتيجية والعمل المشترك لتنفيذ برنامج عمل طموح يهدف إلى تلبية الطلب المتزايد على مركبات جيلي في السوق الوطنية.
وأشادت مجموعة جيلي بدور “سوديفام” الفعّال في النجاح الذي حققته العلامة منذ دخولها السوق الجزائرية والتي حظيت بطلب عال، معتبرة إياها شريكا موثوقا يتمتع برؤية مستقبلية وقدرة على تحقيق إنجازات نوعية في مجال خدمة ما بعد البيع ودعم التحول نحو التصنيع المحلي.
وتنقل وفد من جيلي العالمية أيضا إلى ولاية وهران للقاء مسؤولين بشركة توسيالي التركية، والتي شرعت في إنتاج الحديد المسطّح الذي قد يكون موجّها لإنتاج هياكل السيارات في المشروع الجديد بالجزائر، كما يتم التحضير لعقد لقاء مع كنفيدرالية الصناعيين والمنتجين الجزائريين “سيبا” قريبا، وهذا لإحاطة المجموعة العالمية بكافة تفاصيل السوق الجزائرية وما يطلبه المستهلك الجزائري وفرص التصنيع مستقبلا.
وكان وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني سيفي غريب قد ردّ قبل أسابيع على سؤال النائب البرلماني جبالي فريدة، بخصوص ملف السيارات في الجزائر مركّزا بالدرجة الأولى على التصنيع، حيث قال إن مصالحه استقبلت 36 طلبا للتصنيع محليا وستدرسها جميعا، فيما أكد أن استيراد السيارات مستمر وفق حصة سنة 2023، مشددا على أن تلبية حاجيات السوق مستمرة.
وتحدّث سيفي، في ردّه أيضا عن جهود الدولة الجزائرية لإعادة بعث مصنع كيا بولاية باتنة، حيث تسعى وزارة الصناعة حسبه إلى استغلال مصانع المركبات المجسدة على أرض الواقع، ومن بينها المصانع التي تمت مصادرتها لفائدة الدولة والتي تم مؤخرا التنازل عنها لفائدة مؤسسات عمومية، حيث تعمل مصالح الصناعة وكل القطاعات المعنية على اتخاذ مختلف التدابير الضرورية التي تسمح بإدماجه في الاستراتيجية الجديدة لصناعة المركبات وتمكينها من إعادة بعث الإنتاج في أقرب الآجال طبقا للقوانين والتنظيمات المعمول بها.
المصدر : موقع الشروق