تاريخ اليوم:

تحقق مصالح الأمن  مع المسؤول الأول لمؤسسة فوندال المالكة لمصنع “كيا” سابقا بولاية باتنة، حيث تحقق ذات المصالح  “في تفاصيل إطلاق استشارة دولية تخص مصنع “كيا”، إذ أعلنت هذه الأخيرة شهر أكتوبر الجاري وبتاريخ 8 أكتوبر عن مناقصة للبحث عن شريك أجنبي في مصنع “كيا” السابق بولاية باتنة المسترجع من ملاّكه السابقين “الإخوة العرباوي” بعد حكم قضائي ممهور بالصيغة التنفيذية، والذي استلمته إدارة “فوندال” من مديرية أملاك الدولة في إطار استرجاع وتوزيع الأملاك المحجوزة شهر أوت المنصرم، وكانت المؤسسة قد أبدت رغبتها في جلب شريك أجنبي لتسييره بشكل سريع، وهو الأمر الذي شابته بعض الشكوك وأدى إلى إثارة تحقيقات.

يأتي هذا الأمر في إطار، تحقيقات واسعة  باشرتها مصالح الأمن المشتركة في فضيحة من العيار الثقيل طالت قطاع الصناعة، وبالتحديد المجمع العمومي للصناعات المعدنية والحديدية والصلبية “إيمتال” وعدد من فروعه، إذ تم توقيف عدد من المسؤولين للاشتباه بتورطهم في ملف فساد ثقيل يتعلق بإبرام صفقات مشبوهة، أسفرت عن تبديد ملايير الدينارات.

طوارئ في وزارة الصناعة وتحقيقات في مصنع "كيا"

وفي تفاصيل بحوزة “الشروق”، فقد أوقفت مصالح الأمن، الثلاثاء الماضي، كل من الرئيس المدير العام لمركب الحجار “ب. كريم”، والرئيس المدير العام للمؤسسة العمومية “فوندال” “ص. نور الدين”، فيما مثل في نفس اليوم كل من الرئيس المدير العام لمجمع “سيدار” المدعو “س. محمد أمين” والرئيس المدير العام للمؤسسة الوطنية للاسترجاع “ENR” “خ. ميلود” أمام فصيلة الأبحاث التابعة للمجموعة الإقليمية للدرك الوطني بالجزائر العاصمة “باب جديد”، للتحقيق مع الجميع في ملفات فساد ثقيلة.

 

توقيف مديري مجمع الحجار والمؤسسة العمومية “فوندال”

 

وتحقق مصالح الأمن المشتركة، كل حسب اختصاصها منذ أزيد من 20 يوما، في وقائع فساد تتعلق بإبرام عدد من فروع “إيميتال” لصفقات مشبوهة مع رجل أعمال معروف بولاية وهران المدعو “نونو” وهو صديق ابن وزير في الحكومة الحالية، والأكثر من ذلك، فإن هذا الأخير، أي رجل الأعمال، تنقل إلى موريتانيا رفقة وفد من مجمع “إيميتال” وعلى رأسهم الرئيس المدير العام لمركب الحجار “ب. كريم”، والرئيس المدير العام للمؤسسة العمومية “فوندال “ص. نور الدين”، وكذا الرئيس المدير العام لمجمع “سيدار” المدعو “س. محمد أمين” والرئيس المدير العام للمؤسسة الوطنية للاسترجاع “ENR” “خ. ميلود لحضور فعاليات الاتحاد العربي للتعدين والصلب الذي نظم بموريتانيا أين تم إبرام صفقات.

 

مثول مديري “سيدار” ومؤسسة الاسترجاع أمام أبحاث الدرك

 

والأخطر أن رجل الأعمال المشتبه فيه تنقل مع الوفد بعد حصوله على الأمر بمهمة صادر عن “إيميتال”، بالرغم من أنه لا علاقة له بالمجمع إطلاقا.. فكيف ذلك؟ وعلى أي أساس تحصل على وثيقة رسمية من المجمع العمومي؟ وبأي صفة رافق الوفد ؟ وهذا ما ستكشف عنه التحقيقات الأمنية.

 

رجل أعمال صديق نجل وزير يتنقل بأمر مهمة عن المجمع

 

وبخصوص مؤسسة “فوندال”، فإن مصالح الأمن تحقق “في تفاصيل إطلاق استشارة دولية تخص مصنع “كيا”، إذ أعلنت هذه الأخيرة شهر أكتوبر الجاري وبتاريخ 8 أكتوبر عن مناقصة للبحث عن شريك أجنبي في مصنع “كيا” السابق بولاية باتنة المسترجع من ملاّكه السابقين “الإخوة العرباوي” بعد حكم قضائي ممهور بالصيغة التنفيذية، والذي استلمته إدارة “فوندال” من مديرية أملاك الدولة في إطار استرجاع وتوزيع الأملاك المحجوزة شهر أوت المنصرم، وكانت المؤسسة قد أبدت رغبتها في جلب شريك أجنبي لتسييره بشكل سريع، وهو الأمر الذي شابته بعض الشكوك وأدى إلى إثارة تحقيقات.

 

يحدث هذا موازاة مع التحقيقات الواسعة التي باشرها القطب الجزائي الاقتصادي والمالي بسيدي أمحمد، منذ شهر مارس 2023، بالمجمع العمومي للصناعات المعدنية والحديدية والصلبية “إيمتال” و13 فرعا تابعا له، إذ أزالت التحقيقات الستار عن حقائق رهيبة وأرقام مرعبة عن الفساد الذي عشعش في فروع هذا المجمع الاقتصادي، بعد أن عاث فيه هؤلاء فسادا، بينما كان يفترض أن تكون مهمتهم إنعاش الاقتصاد الوطني، وتشجيع الاستثمارات وخلق مناصب الشغل.

 

لكن ما حدث هو العكس تماما من خلال منح امتيازات غير مستحقة في الصفقات والعقود والاتفاقيات المتعلقة بالنقل وتأجير الحافلات والشاحنات والمعدات، إلى جانب تجاوزات خطيرة في الصفقات المتعلقة بشراء النفايات الحديدية وغير الحديدية واستيراد مادة الفحم الحجري، مما كبّد الحزينة العمومية مبالغ باهظة بالعملة الوطنية والصعبة، وهو ما أسفر عن الإثراء غير المشروع وتبييض عائدات الفساد من خلال شراء المتهمين في ملف الحال لعقارات وشقق وفتح حسابات وأرصدة بنكية داخل الوطن وخارجه، والتحقيقات مازالت متواصلة على مستوى الغرفة الثامنة لدى القطب الجزائي الاقتصادي والمالي.

 

وللتذكير، فقد تم بتاريخ 13 مارس 2023، إيداع الرئيس المدير العام السابق للمجمع العمومي للصناعات المعدنية والحديدية والصلبية “إيمتال” المدعو “طارق. ب” الحبس المؤقت، رفقة 4 مسؤولين آخرين، بينهم الرئيس المدير العام لمجمع “سيدار” “ف. ك”، المتابعين رفقة 17 شخصا في ملف فساد ثقيل طال “عملاق الحديد” في الجزائر، يتعلق بسطو إداري ومالي جماعي من طرف جماعة من المفسدين والفاسدين من داخل مجمع “إيميتال” ومركب الحجار وخارجه كانوا يمارسون الضغوط والابتزاز للاستحواذ على الصفقات العمومية محليا ودوليا.

المصدر: نقلا عن جريدة الشروق

عن الكاتب

  • كريم خالدي

    صحفي متخصص في السيارات

واجهة السيارات