تنطلق فعاليات الطبعة الثامنة عشر من صالون “أوتو إيكيب ألجيريا” بقصر المعارض بالجزائر العاصمة من 17 إلى 20 فيفري 2025، في ظل رؤية حكومية طموحة لإعادة بعث الصناعة الميكانيكية وفق آليات جديدة تستجيب لتوجيهات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون.
ويأتي هذا الحدث ليبرز التحوّلات الجذرية في قطاع خدمات السيارات وما بعد البيع وتصنيع قطع الغيار، حيث شهدت السنوات الأخيرة تحوّل ثلث الموزعين الوطنيين إلى مصنعين، انسجاما مع الإستراتيجية الوطنية التي تهدف إلى تقليص الواردات وتعزيز الإنتاج المحلي.
ويمثل هذا الصالون فرصة هامة لاستعراض التقدّم الملحوظ في هذا القطاع، خاصة في ظل المشاركة الواسعة للشركاء الدوليين على رأسهم الصينيين والأوروبيين، الذين يعدون أبرز الممونين لسوق خدمات ما بعد البيع في الجزائر، كما يرتقب أن تشهد التظاهرة حضورا مكثّفا من قبل المؤسسات الوطنية والجهات الحكومية، مما يعكس التنسيق المتزايد بين القطاعين العام والخاص لدعم التصنيع المحلي.
وحسب بيان للجهة المنظمة، تلقت “الشروق” نسخة منه، تنعقد الطبعة الثامنة عشر لصالون “أوتو إيكيب ألجيريا”، وهو الحدث الأساسي المخصّص لخدمات المركبات وما بعد البيع ولواحق السيارات في الجزائر، في الفترة الممتدة من 17 إلى 20 فيفري 2025 في الجزائر العاصمة على مستوى قصر المعارض، بمشاركة مصنّعي السيارات وملاحق السيارات وقطع الغيار الناشطين في السوق الجزائرية، حيث يأتي تنظيم هذه الطبعة في ظل انتعاش تصنيع قطع الغيار وزيوت المركبات ولواحقها مقارنة بالطبعات السابقة.
وشهدت طبعة سنة 2024 مشاركة أزيد من 400 عارض، 81 بالمائة منهم يمثلون شركات وعلامات أجنبية من حوالي خمسة عشر بلدا، مع العلم أن ثلث العارضين الوطنيين تمكّنوا خلال الفترة الماضية من التحوّل إلى مصنعين بعد أن كانوا في الفترة الماضية مجرّد موزعين، في ظل توجيهات السلطات العليا للانتقال من مجرّد الاستيراد إلى التصنيع المحلي، وقد تم ذلك إما بشراكة أجنبية أو باستحداث شركات جزائرية بنسبة مائة بالمائة.
ومعلوم أن هذا الصالون يشهد مشاركة أعلى من طرف المتعاملين الصينيين وهم يمثلون أكبر ممون لسوق خدمات ما بعد البيع للسيارات والمركبات في الجزائر، في حين أن معظم المشاركين يبحثون عن شركاء محلّيين للإنتاج معهم في الجزائر، ويتقاطع ذلك مع مساعي وزارة الصناعة والإنتاج الصيدلاني لرفع الإنتاج المحلي لقطع الغيار وتقليص الواردات.
في حين أنه يرتقب، إضافة إلى الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، مشاركة عدة هيئات تابعة لوزارة الصناعة، من بينها الهيئة الجزائرية للاعتماد والبورصة الجزائرية للمناولة والشراكة وصندوق ضمان القروض للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والوكالة الوطنية لتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الابتكار والوكالة الوطنية للوساطة والضبط العقاري والمعهد الجزائري للملكية الصناعية والديوان الوطني للقياسة القانونية، وهذا على غرار الطبعات الماضية.
وبالمقابل، ومن المنتظر أن يستقبل هذا الصالون 10 آلاف زائر للتعرّف على العارضين الناشطين في تسويق مختلف المعدات واللوازم والمنتجات والخدمات لمهنيي صيانة وتصليح المركبات، كما يلبي هذا الصالون احتياجات مختلف المهنيين في مجالات قطع الغيار والملحقات، وهياكل السيارات والدهان، والغسيل ومحطات الخدمات، والإطارات والعجلات وزيوت التشحيم ومنتجات الصيانة، كما يستجيب لمتطلبات الباحثين عن تجهيزات المرائب أو شبكات وخدمات ما بعد البيع.
هذا وسيتم تنظيم على هامش هذا الصالون لقاءات وجلسات حول سوق ما بعد البيع وصناعة السيارات بالجزائر يديرها مختصون محليون وأجانب، يتم التطرق من خلالها إلى التسهيلات والتحفيزات الممنوحة في هذا الإطار والآفاق المنتظرة، مع العلم أن الصناعة الميكانيكية تعد فرعا إستراتيجيا هاما تسعى السلطات لإعادة بعثه في القريب العاجل وفق رؤية جديدة ومختلفة عن الماضي.
المصدر : موقع الشروق أولاين