تاريخ اليوم:

بتاريخ 29 أفريل الماضي، مرت ثلاث سنوات على تدشين مطار الجزائر الدولي الجديد، الذي استبشر به الجزائريون خيرا في تطوير إجراءات السفر وتحسين صورة الجزائر في استقبال المسافرين من مختلف أرجاء المعمورة، غير أن هذا الصرح الحضاري الهام، لم يكن في مستوى التطلعات وبات يغرق في التسيير البدائي وتدهور الخدمات واهتراء التجهيزات، وهذا ما وقفت عليه الشروق ميدانيا الجمعة، وسط تذمر المسافرين الذين اشتكوا من سوء الاستقبال وتردي المرافق، رغم جمالية المطار من الخارج ومساحته الواسعة من الداخل والتي تبقى هيكلا من دون روح.

يشهد مطار الجزائر الدولي الجديد “هواري بومدين” حركية كثيفة خاصة خلال الأيام التي سبقت عيد الفطر، بتوافد عدد كبير من المغتربين الراغبين في قضاء هذه المناسبة الدينية في أرض الوطن، واغتنام صيام آخر أيام رمضان وسط العائلة، ومع تزايد عدد الرحلات وارتفاع الضغط، لم يرتق القائمون على المطار لمستوى التسيير الدولي الاحترافي، في استقبال وتوجيه المسافرين، الذين وجدناهم ضائعين في مساحات واسعة دون توجيه ولا إشارات، وهو ما اشتكى منه القادمون من مختلف العواصم الأوروبية صباح الجمعة، والذين أصيبوا بخيبة أمل مع أولى خطواتهم في المطار، بسبب قلة المرافق والتوجيهات، حيث كان المسافر يتبع الطوابير للوصول إلى وجهته في نقاط المراقبة والتفتيش واستقبال الحقائب…!

قاعة استقبال واحدة وتعتيم لبرامج الرحلات

يحتوي مطار الجزائر الدولي الجديد على قاعة استقبال واحدة للمسافرين، عكس المطار “القديم” الذي كان يحتوي على قاعتين، وهو ما استغربه كل من دخل المطار لاستقبال المسافرين أين يتم توجيه الجميع لقاعة واحدة تأتي بعد قطع نحو 500 متر من رواق طويل عريض، وهو ما تسبب في اكتظاظ المواطنين وخروج جميع المسافرين من باب واحد، وكأن الأمر يتعلق بمطار داخلي بسيط، والغريب أيضا حسبما وقفنا عليه هو التعتيم الكبير لرحلات الوصول، حيث يحتوي المطار على شاشة صغيرة واحدة بمقاس 40 بوصة، يصعب قراءتها وتمييزها بالنسبة لضعاف البصر، عكس المطار القديم الذي كان يضم العديد من الشاشات الكبيرة في المداخل والأروقة وقاعات الاستقبال وهو ما يسهل عملية التوجيه.

أجهزة معطلة وفوضى في مواقف السيارات

اعتمد المطار الجديد تقنية الدفع الإلكتروني لبطاقات موقف السيارات، أين يضطر صاحب السيارة لدفع قيمة التذكرة حسب ساعات الانتظار في جهاز إلكتروني يمنحه بطاقة تخليص بطريقة آلية، تمكنه من الخروج آليا، من البوابة، هذا النظام المطبق في مختلف مطارات العالم المتقدم، فشل في الجزائر، بسبب غياب الصيانة وتعطل العديد من أجهزة الدفع الإلكترونية، ما يجبر المسافرين وأصحاب المركبات على استغراق وقت أكبر في الطوابير على الأجهزة التي بقيت تعمل، والتي تقدر بعدد أصابع اليد، ما أجبر القائمين على المطار على فتح كشك لتمكين الزوار من دفع ثمن البطاقات بطريقة تقليدية، والغريب أن هذا الكشك لا يوجد في مخرج المطار، أين يجد عدد كبير من المواطنين صعوبة كبيرة في الخروج بسبب خلل في البطاقات أو الأجهزة الآلية وهو ما يتسبب يوميا في فوضى كبيرة واستغراق أكثر من ساعة ونصف للخروج من المطار، وهو ما وقفنا عليه وأكده العمال، الذين طالبوا بالعودة للنظام القديم المستعمل في المطار الداخلي، بدفع الزوار ثمن تذكرة الموقف عند حاجز الخروج، أين يتكفل العديد من الأعوان بهذه العملية في عدة شبابيك لتسهيل عملية الخروج.

مرافق “مكسرة” وغياب مساعدة المرضى والمسنين

ومن الأشياء التي ساهمت في تدهور مطار الجزائر الدولي، بعد سنوات قليلة من تدشينه، هو غياب عمليات الصيانة الدورية لمختلف المرافق، على غرار الكراسي الموجودة في قاعة الاستقبال والتي تعرض العديد منها للفساد، بالإضافة إلى المراحيض التي غابت عنها المناديل الورقية وحنفيات الماء، وهو ما يسيء لسمعة المطار الذي يستقبل أجانب من مختلف الجنسيات، وبالنسبة للمساحات الخضراء خارج المطار تعاني من الجفاف والذبول بسبب غياب عمليات الاعتناء بهذه الأماكن التي تعطي جمالية لمداخل المطار.

ويشتكي المسافرون أيضا من النقص الكبير للخدمات التجارية في مساحات المغادرة، ونقص الخدمات في الوصول بغياب أعوان مرافقة المرضى وكبار السن والمعاقين، وخدمات شحن الهاتف وكراء السيارات والتحويلات البنكية وغيرها من الأمور التي يحتاجها المسافرون فور فوصولهم إلى أرض الوطن والتي يجب أن يتوفر أي مطار عليها.

المصدر الشروق

عن الكاتب

  • كريم خالدي

    صحفي متخصص في السيارات

واجهة السيارات