مع تدشين مصنع فيات في الجزائر منتصف ديسمبر واستهدافه تصنيع 90 ألف سيارة سنويا، واعلان العديد من العلامات الصينينة والأوروبية فتح مصانع عالمية لتصنيع السيارات بالجزائر والتوجه نحو التصدير فإن الجزائر تعتزم بناء صناعة حقيقة للسيارات وفق دفتر شروط صارم لرفع نسبة الإدماج.
وبعد اعلان علامة أوبل شروعها قريبا في التصنيع، اعلنت بعدها علامة شيري تصنيع 50 ألف سيارة سنويا وهو الأمر الذي أعلنته أيضا علامة جيلي وعلامة جاك والعديد من العلامات الأخرى التي ستتسابق الى اقامة مشاريع صناعية في الجزائر.
ومع تأكيد وزارة الصناعة منح 38 اعتماد لإستيراد السيارات،فإن جميع هذه العلامات ملزمة حسب دفتر الشروط على القيام بمشاريع لصناعة السيارات أو قطع الغيار وبهذا ستصبح الجزائر حسب المختصين قطبا افريقيا وعربيا لصناعة السيارات.
في هذا السياق، بشّر الخبير الاقتصادي كمال ديب، أن سنة 2024 ستشهد المزيد من التخفيضات، في أسعار السيارات الجديدة، بدخول المصانع في إنتاج مختلف أنواع العلامات، مردفا أن قانون المالية لسنة 2024 تضمن امتيازات ضريبية وجمركية للأجزاء الخاصة بصناعة السيارات، وهذا ما يجعل المركبات المصنعة في الجزائر أرخص من المستوردة.
وأضاف المتحدث أن الجزائر ستتحول إلى قطب لصناعة السيارات في إفريقيا، لتوفر العديد من نقاط الجذب، على غرار أسعار الطاقة المدعمة وهو ما يبحث عنه العديد من مصنعي السيارات في العالم، هروبا من الأسعار المرتفعة المطبقة في أوروبا، بالإضافة إلى امتيازات العقار الصناعي وتوفر اليد العاملة، وهو ما يجعل الجزائر محل اهتمام مختلف العلامات التي تبحث عن ملاجئ آمنة غير مكلفة والتي أبدت استعدادها الكبير لخوض غمار تصنيع السيارات، وتحويل الجزائر إلى منصة تصدير لمختلف البلدان العربية والأوروبية، وهذا ما سيمكن بلادنا حسبه من تحقيق ما يسمى بالتوطين الصناعي ونقل التكنولوجيا وتحقيق وفرة كبيرة في السيارات من مختلف العلامات “وهو ما سينعكس على تنوع العروض وتمكين الجزائريين من شراء سيارات جديدة وبيع المستعملة ويمكن من زيادة العرض وتراجع الأسعار..”